مشروع دولة قطر
دولة قطر :
تعدّ قطر دولةً مستقلةً يرتفع فيها معدّل الأمان، حيث صُنّفت في المرتبة العشرين من بين أكثر الدول سلاماً في العالم، كما صنّفتها الأمم المتّحدة على أنّها الدّولة الأكثر تقدّماً في مجال التّنمية البشريّة على مستوى الوطن العربيّ، أمّا على الصعيد الاقتصاديّ فتعدّ دولةً ذات دخلٍ مرتفعٍ، لامتلاكها ثالثَ أكبرَ احتياطيّ من الغاز الطبيعيّ ومن احتياطيّ النفط في العالم، وقد حصلت على استقلالها الجزئيّ عام 1868م، وذلكَ بعدما وقّعَ محمد بن ثاني معاهدةً مع البريطانيين، ولم تحصل على استقلالها التامّ إلّا عام 1971م، وتعدّ قطر دولةً ذات سيادة ملكية دستورية، ولم يصدر دستورها الرسميّ إلّا في عام 2003م، إذ عُقدَ استفتاء للموافقة على الدستور، انتهى بتأييد ما يقارب
تاريخ دولة قطر:
يعودُ تاريخ دولة قطر إلى أكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وكانَ أوّل من سكنها مجموعةٌ من القبائل الكنعانيّة التي كانت تعمل في المِلاحة والتّجارة البحريّة، وللدّولة أهميّةٌ تاريخيّةٌ بسبب موقعها الاستراتيجيّ كميناءٍ في منطقة الخليج، كما كانَ لها دور مهمّ في الفتوحات الإسلاميّة، فقد أعدّت أول أسطولٍ بحريٍّ لنقل الجيوش، وتوالى عليها العديد من الإمبراطوريّات، ففي عام 14م حكمها العباسيون، وفي عام 16م حكمها العثمانيون لمدّة أربعة قرون، حتى تراجع حكمهم مع بداية الحرب العالميّة الأولى عام 1914م، ووقعت تحتَ الانتداب البريطانيّ عام 1916م بموجب معاهدةٍ أُبرمت مع بريطانيا لحماية قطر وشعبها، وبعدَ ذلك حكمَها "ثاني بن محمد" وهو أوّل شيخ تمتّع بسلطاتٍ حقيقيّةٍ، وانتقلت أسرة آل ثاني إلى الدوحة في منتصف القرن 19م، واستقرّوا هناك وفرضوا سلطتهم على المنطقة.
علم دولة قطر:
علم دولة قطر:
وشعارها يظهر العلم القطريّ الحاليّ باللونِ الأبيض والماروني وهو اللون الأحمر المائل للبني، ويفصل اللونين امتدادٌ من تسعة رؤوس مسنّنة، وقد تمّ اعتماد هذا العلم منذ عام 1960م من قبل الشّيخ علي بن عبد الله آل ثاني، ولكنّ علم قطر لم يكن على هيئته الحاليّة منذ القدم، فقد أُجريت عليه العديد من التعديلات. وكانَ الشيخ المؤسس جاسم بن محمد بن ثاني أوّل من رفعَ رايةً في قطر، أمّا من اقترحَ شكل ولون العلم فقد كانَ الشيخ محمد بن ثاني الذي ارتأى ضرورة وجود رايةٍ توحّد القطريين، فاقترحَ أن تكونَ الراية ذات لون مارونيّ، وأن يتمّ إضافة اسم قطر عليها، فوافقَ الشعب على العلم، وأُطلقَ عليه اسم "الأدعم".[٣] وفي عامِ 1932م اقترحت بريطانيا على قطر أن تتخذَ لها علماً قطريّاً جديداً باللون الاحمر، ولكنّ القطريين رفضوا الاقتراح وتمسّكوا بلون الراية المؤسسة، ولكنّهم أحدثوا بعض التغييرات عليها، فوضعوا للعلم تسعة رؤوس مسنّنة، وأضافوا عليه كلمة "قطر" باللون الأبيض على خلفيّةٍ مارونيّة، كما أضافوا تسعة أشكالٍ ماسيّةٍ باللّون المارونيّ منفصلة عن الرؤوس المسسنة، وفي عام 1960م أُزيلت كلمة "قطر" والأشكال الماسيّة، ورُفعَ العلم عام 1971م بعدَما حصلت قطر على استقلالها، وانضمّت للأمم المتحدة.[٣] ويتميّز علم قطر بلونه المارونيّ الذي يختلف عن بقيّة الأعلام في الوطن العربيّ التي استخدمت اللون الأحمر في أعلامها، إذ يعود سبب اختيار هذا اللون لعدّة أسباب، منها ارتباطه بتاريخِ العصور القديمةِ التي تركت أثراً من تراثها الثقافيّ، مثل الفينيقيون المنحدرون من الكنعانيين، والذينَ سكنوا شبه الجزيرة العربيّة في الألفيّة الثالثة قبل الميلاد، فكلمة فينيق مشتقة من الكلمة اليونانيّة "فينيكس" وهيَ تعني الشعب المارونيّ.[٣]
والمساحة تعدّ قطر شبه جزيرةٍ واقعةٍ على بعد 160كم في الخليج العربيّ من الجهة الجنوبيّة، إذ يحيط بها الخليج من الشمال، والشرق، والغرب، ويُطلَق على ذراع الخليج التي تفصل قطر عن البحرين من الجهة الغربيّة اسم خليج البحرين، أمّا من الجنوب فحدودها بريّةٌ مشتركةٌ مع المملكة العربية السعودية، وتتميّز قطر بموقعٍ مركزيّ بين دول مجلس التعاون الخليجيّ، وبامتدادها على ساحلٍ يمتدّ على مسافة 563كم، إذ كانَ مصدر ثروة البلاد قديماً بسبب ساحلها الذي ساعدَ السكان على صيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ،[١][٥] ويشار إلى أنّها تقع فلكياً على خطّ عرض 25.35 وخطّ طول 51.22.[٦] تبلغ مساحة أرض قطر 11,610 كيلومتر مربّع،[٧] إذ يمكن قياس أبعادها من أوسع نقطةٍ بطولٍ يصل إلى 160كم، وعرض لا يتجاوز 80كم، ويُضاف لمساحة قطر مساحة بحر "خور العديد"، وهو بحرٌ داخليٌّ يقع في الجنوب الشرقيّ من شبه الجزيرة.[٥] التضاريس تتشكّل أراضي دولة قطر من أراضٍ صحراويّةٍ صخريّةٍ، تتواجد فيها العديد من الواحات الموزّعة على 850 منطقةً منخفضةً على عمقٍ يتراوح ما بين 30-150 سنتمتراً، علماً أنّ التربة المكونة في هذه المنخفضات هي التربة الزراعيّة في البلاد، والتي تُعرَف باسم الروضات، بينما يُطلق على تربة المنخفضات المالحة اسم السبخة، والتي تمتدّ على طول سواحل أم سعيد، وسواحل منطقة دخان، والحدود الجنوبية لقطر، وهذه المنخفضات تثبت النظريّة القائلة إنّ قطر قديماً كانت عبارة عن جزيرة.[٨][٩] توصَف تضاريس قطر بشكلٍ عامٍّ على أنّها تضاريس مسطّحة، إلّا أنّ بعض المناطق فيها منحدرة وخاصةً على الطرف الشماليّ من الساحل الشرقيّ، وترتفع فيها بعض المناطق بشكلٍ تدريجيٍّ من الشّرق وصولاً إلى هضبةٍ مركزيّةٍ من الحجر الجيريّ، كما يرتفع بعضها من منطقة الدّخان على طول الساحل الغربيّ على شكل سلسلةٍ من التلال التي يصل ارتفاعها إلى 100م،[٩] وتمثّل قمة طوير الحمير أعلى نقطة في قطر بارتفاع يصل إلى 103م، أمّا أدنى نقطة فتتمثّل بالخليج العربيّ.[١٠] المناخ نظراً لكون قطر تقع في صحراء نصف الكرة الأرضية الشمالي فإنّ درجات الحرارة فيها مرتفعة خلال فصل الصيف، إذ يصل معدّل درجات الحرارة فيها إلى أكثر من 40 درجة مئويّة، ما يجعل معدّلات التبخّر السنويّة مرتفعة، فهيَ تصل إلى أقلّ من 2مم في اليوم في شهر كانون الأوّل، وإلى 10مم في اليوم في شهر حزيران، كما يرتفع معدّل الرّطوبة، وتوصف الرياح بأنّها قوية في المنطقة، أمّا معدّل هطول الأمطار فعادةً ما يكون منخفضاً، فبحسب إحصائيّات أُجريت خلال الفترة ما بين 1972م-2005م لم يتجاوز معدّل الهطول السنويّ 80ملم، وبسبب عدم القدرة على التنبّؤ بهطول الأمطار أو بمعدّل كثافتها، لا يُمكن الاعتماد عليها بشكل رئيسيّ في الزّراعة.
تعليقات
إرسال تعليق